الاثنين، 28 يوليو 2008

دمعة دامية..على رحيل شيخنا و أستاذنا الجليل أ.د.فتحي أبي عيسى



يا ناسجَ السحرفي ضـافٍ مـن الحلـل
ومدركَ السر في الفصحـى بـلا كلـل
ومبـدع النـقـد تلقائـيَّـة أســرت
أولـي البصائـر والألبـاب والأسَــلِ
وصاحـب الكلْمـة الخضـراء زاهيـةً
برائـق مـن سنـا القـرآن منهـمِـل
يا سيدي الفـذ ، يـا أستـاذ مدرسـة
وضيئـة النهـج ، ربانـيـة المـثُـلِ
تفنى الأساطير مهمـا اغتـرّ زاعمهـا
بـأن فيهـا جديـدا دائــم السُـبُـل
وينتهـي بالخرافـات الزمـان إلــى
أن الخلود قرين الصـدق فـي العمـل
ولسـت أسطـورة حتـى نهيـم بهـا
ونحوهـا نمـزج الأشـواق بالقـبـلِ
ولا خرافـة قــومٍ ربـمـا بـهـروا
بها الظنون فلـم تبحـث عـن البـدلِ
وإنمـا أنـت مثـل الشمـس ضاحيـةً
شعاعها فـي صميـم الفكـر والمقـلِ
وضوءهـا خفقـة الوجـدان متـقـدا
معطـرا برحـيـقٍ كالسـنـا هـطِـلِ
ودربهـا الخيـر للإنسـان مـزدهـرا
بريّـق الحـق فـي حـل ومرتـحـلِ
وأفقـهـا صـيـبٌ ريــانُ وابـلـه
إذا تدفـق مــن إتـقـان مرتـجِـلِ
يـا سيـدي وأنيـن الحـزن يغرقنـي
فـي لوعـة نارهـا مغتالـة أمـلـي
وحيرتـي مـن ذهـول البيـن مدميـة
قلبـي وعقلـي ووجدانـي بـلا ملـلِ
أكـاد مـن خبـر بالمـوت زلزلـنـي
أعانـق الكـذب الممـزوج بالخـلـلِ
وتنتحـي بـي أحاسيـسـي ممـزقـة
صوب الظنون ، إذا حيكت مـن الخبـلِ
فـلا يـرد رشـادي غـيـر معتـقَـدٍ
أن الممـات خطـى محتومـة الأجــلِ
ولا يصبّـر نفسـي غـيـر معتـصـمِ
بالله ، يرقـب خطـب الحـادث الجلـلِ
فلا تـزال الحـروف البيـض تنثرهـا
معطرات المـدى تسـري علـى مهـلِ
ولا يـزال مضـاء الفـكـر منطلـقـا
كالسيـل مـن قلـم بالحـق محتـفـلِ
وكيف ننسى " ببـيَّ" الضـوء منتشـرا
يزجي إلى النفس عطر الفـأل والأمـلِ
وفي " شبينَ " التآخـي صـار موطننـا
نـأوي إليـه علـى ودٍّ لديـك جـلـي
صنعـت فيـه انطلاقـا للقيـادة لــم
يمطر سوى الحرص يحوي طيب المثُـلِ
الحـزم والعـزم والإقـدام فـي ثقـة
والحـق والصـدق والإصـلاح للخلـلِ
وثـورة كالنـدى بيـضـاء صافـيـة
سلاحهـا الفكـر مضـاءً بـلا خطـل
ودربهـا : تالـد الأجــداد، منبـعـث
طريـفـه بــرؤى عـلامـةٍ جـبـلِ
هل كان " فتحي أبو عيسى " سوى أفـق
معشوشب الدرب ، مخضر الرؤى خضِلِ؟
مضى يفجر فـي النقـد الحيـا غدقـا
تألقـت منـه فصحانـا ولــم تــزلِ
وقــام ينـثـر بـالإبـداع منهـجـه
برائـع مـن بديـع الفهـم مكتـحـلِ
وراح يصبـو إلـى التجديـد متشحـا
مـن الجـدود بـإرث فيـه مكتـمـلِ
فاستنهض الهمـم العليـا وطـار بهـا
لـه جناحـان مـن فكـر ومـن ثقـلِ
ولـم تفـلَّ همـوم العيـش عزمـتـه
والخطو يطحننـا فـي دهرنـا الخبـلِ
وما ارتضى غير صـوت الجـد يطلقـه
من نبض قلـب بنـور الزهـد مشتعـلِ
ولـم يكـن نهجـه ممـن يحبـذ مـا
يقوقـع النفـس فـي أسـوار مختَبَـلِ
كأنـمـا هــو معـنـي إذا نطـقـت
حروف بيـت لديـه حاضـر عجـلِ :
" وإنمـا رجـل الدنـيـا وواحـدهـا
من لا يعول في الدنيـا علـى رجـل "
وآخـر موشـكٍ فـي كـل مقـصـده
وكـم شـداه بـلا كبـر ولا وهــل :
" إن السـلاح جميـع النـاس يحملـه
وليـس يعمـل إلا فـي يـدي بـطـلِ"
مـا ذا أعـدد مـن أوصـاف سيـدنـا
والشعر أعيـاه قيـد العجـز والوجـلِ
أحتـاج عمـرا كعمـري كـي أوفيـه
جزءا من الفضل أو حرفا مـن الجمـلِ
يا سيـدي ، سيظـل الصبـر مرتفقـي
والحزن أوفـى صديـق غيـر منبتِـلِ
فـإن سكبـت دموعـي فيـك قافـيـة
فالقلـب دام مـع الأحـزان مــن أزلِ
أقـم بقبـر لــه الأبــدان عـائـدة
يومـا وإن تقصـر الأعمـار أو تطـلِ
العلـم منـك ضيـاء حولـنـا ألــق
مضاعـف أجـره مـن صالـح العمـلِ
وانعـم برحمـة رب غـافـر حـكـمً
ونـل بعفـو لديـه أكــرم الـنـزلِ
إنـي لحكمـك يــا ربــاه ممتـثـل
فجـد بعفـوك واغفـر ذنـب ممتثـلِ
واغفر لأستاذنا " فتحـي " ومـن معـه
وكـل مـن جعـل التوحيـد كالظـلـلِ

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

على باب غار ثور


أقبـل ؛ فإنـك للأمـان طـريـق
ينهل منـه علـى الأنـام شـروق
ولديـك نصـر لا يـزال لــواؤه
يعلو مـع الأيـام ، وهْـي خُفـوق
يا غار ثـور ، والتذكـر لا يعـي
فحـواه إلا الـحـب والتصـديـق
قد أمـك المختـار حيـن تآمـرت
زُمَـر تولـى نهجـهـا التلفـيـق
وتزعم الشيطان مـا اجتمعـوا لـه
والغدر تحت ضلوعهـم ممشـوق
سلـوه حيـن تجسـدت أحقادهـم
وهْمـا كـأن بـنـاءه الــزاووق
وسروا ؛ كان خطاهم تئـد الدجـى
ويشب من غيـظ القلـوب حريـق
حدجوا الفراش وطوقـوه ؛ كأنهـم
ظفروا ، فها أجداهـم التطويـق ؟
من بينهم خرج الرسـول ؛ تحفـه
عين الرعاية ، مـا دعـاه مـروق
وأقيم من " ياسيـن " سـد خلفهـم
وأمامهـم ، فالكـل ثَـمَّ غـريـق
أعماهـم ذر التـراب فمـا وعـوْا
شيئـا ، ولا أجـداهـم التحـديـق
وإذا علـي مَــن رأوا فعـراهـم
غضب تفور علـى لظـاه عـروق
ومضى بهم بيـن الشعـاب تغيـظ
حامي الزفير ، مزمجر ، مدفـوق
يشوى القلـوبَ تميـزا ، ويشقهـا
بمـرارة لخطـى العنـاد تسـوق
أعمى بصائرهـم ، وأبطـل ظنهـم
"أن المبيت بـه محـال " : مـوق
فرأوا نسيج العنكبـوت أتـت بـه
من قبـل ميـلاد الأميـن شقـوق
وتوهموا بيـض الحمامـة موشكـا
أن يخـرج الأفـراخ منـه فُلـوق
والأمـن تنشـره العنايـة رحمـة
يَردَى بها من عـشَّ فيـه الضيـق
أسـرار حفـظ الله خيـر عـبـاده
لا الحبر يدركهـا ، ولا المنطيـق
يا أيهـا الغـار الطهـور ، تحيـة
يسعـي بهـا قلـب إليـك مشـوق
ويعايـن الذكـرى يهـل ضياؤهـا
فـإذا الحيـاة تـجـدد منـسـوق
هل أبصر الكفار في الغار الهـدى
يحميـه عهـد بالكـريـم وثـيـق
وهل اجتنوا غير الخسار إذ ارتضوا
أن البديـل لكـي يفـوزا الـنـوق
آويت خير الخلق ، فاحفـظ ذكـره
فسنـاه شهـد ، والسنـاء رحيـق
وأعـد إلينـا مـن معيـة ربـنـا
ألقـا بـه معنـى الحيـاة يـروق
من لدغـة الثعبـان مسـت دمعـة
خـد النبـي ، وليـس ثـم شهيـق
وكأنما الثعبـان قـال لـه : "انتبـه
لست الذي تحميـه يـا ، صديـق
إن الـذي يحيـمـه رب حـافـظ
مهما تمـادى فـي الأذاة صفيـق "
لا تحزنَـنْ ؛ إن السكينـة أنزلـت
وجنـود ربـك لا تراهـا المـوق
ياغار ثور ما يقـول الشعـر فـي
ذكرى بها الأفـق الفسيـح يضيـق
وتغيـب عنهـا أمــة أبنـاؤهـا
تعـوي رعـود حولهـم وبـروق
بتنـا نصانـع كـل وغـد مجـرم
ويعيـث فـي أوطاننـا الزنـديـق
ويذيقنـا الطغيـان طعـم هوانـنـا
ويـدوس كـل كرامـة ويـريـق
حتى كأن لسنا الألى ملكـوا الدنـا
بالعـدل يُرجَـى ظلـه المرمـوق
فمتى تعود إلى الصـدارة أمتـى ؟
ومتى علـى نـور الإلـه نفيـق ؟

العود الموجع!

العود الموجع
قرأت ما دبجه يراع أستاذي الكبير الدكتور / أحمد الرشيدي ، تحت عنوان :" قد يكون العود أوجع ".
فكانت هذه المحاولة المبتدئة ؛ تجاوبا مع روعة ما سكب ، وانفعالا بصدق ما كتب.
*******

حينمـا الفرحـة تُفْجَـعْ
والأمـانـيُّ تـــودَّعْ
ورؤى اللقيـا تََصَـدَّع ْ
فـي شراييـنَ تُـمَـزَّعْ
والحشا الدامـي يُقَطَّـعْ
قد يكون العـود أوْجَـعْ
حينما يسـري ارتحالـي
سالكـا درب المـحـالِ
وهْـو منقـاد الخـيـال
فـي سفـوح أوجـبـال
بـعـنـاد أوضـــلال
قد يكون العـود أوجـع
حينما تُسْقَـى البساتيـنْ
في الضحى دمعَ البراكينْ
والأسى فـوق الأفانيـنْ
تكتـوى منـه الأحاييـنْ
وتغنـيـه التـلاحـيـن
قد يكون العـود أوجـع
حينما ينكسـر السّـربْ
ودموع الشوق والقـربْ
دامياتٌ من رؤى الكربْ
وفـراقٍ تائـه الـدربْ
وكـأن الملتقَـى حـربْ
قد يكون العـود أوجـع
حينمـا يغـدو الطريـقْ
مزمـهـرًّا بالحـريـقْ
وخطـى اللقيـا تضيـقْ
باغتراب عـن صديـق
واختـنـاق كالغـريـق
قد يكون العـود أوجـع
حينمـا تُزْهَـى القيـود
عابـثـاتٍ بالـعـهـود
ويرى القلـبُ الجـدودْ
راحــلاتٍ لاتـعــود
لاتبـالـي بـالـوعـود
قد يكون العـود أوجـع
حينمـا الأحـلام تنهـارْ
بجـمـوح وبـإصـرارْ
وسيول تُرعِـب الغـارْ
هب منها ألف إعصـارْ
يمزج الإغـراقَ بالنـارْ
قد يكون العـود أوجـع
حينمـا يحتـرق الطَّـلّْ
بسعيـر ليـس يخـتـلّْ
وهجيـر راح ينـسـلّْ
خانقا في الروضة الظلّْ
وأريجـا مائـسَ البَـلّْ
قد يكون العـود أوجـع
حينمـا يمسـي التفـاؤل
حائـرا فيـه التسـاؤل
ويوافـيـه تـشــاؤل
لابسـا ثـوب تضـاؤل
هاربـا منـه الـتـواؤل
قد يكون العـود أوجـع
حينما الأفـراح تنفـضّْ
ودجى الأتـراح ينقـضّْ
وعيون البِشـر تبيـضّْ
من أنين ليـس يرفـضّْ
كامنٍ فـي لبِّـه المَـضّْ
قد يكون العـود أوجـع
آه ، ياعودا إلـى التيـهْ
لست أدري كيف آتيـهْ؟!
ربمـا جئـت أواتـيـهْ
مستريبـا مـن تأتِّـيـهْ
وهْو يفتيني ، وأفتيـهْ :
قد يكون العـود أوجـع
موجِعاتِ العـود ، إنـي
بيـن أوهامـي وظنـي
يُشْرَب الوجـدانُ منـي
دمعـةَ البيـن الـمُـرِنِّ
كيف أمضي ، وأغني :
قد يكون العـود أوجـع

إلى ملاك إنسي

منبعـا صــرت للـوفـاء نقـيـا
عاطـر الـود ، طاهـرا قدسـيـا
سامق الأفـق فـي التواضـع فـذ
باهـر النـور ، ضاحيـا ، قمريـا
صاغـك الله مـن ضيـاء مــلاك
فتجـاوزت العـالـم البشـريـا ؟
أم ترقيـت بالتـواضـع ، حـتـى
أصبـح الذكـر أفقـك الأبـديـا ؟
أم تخـذت السمـو معـراج نفـس
فامتلكـت السمـاك : زادا وريـا ؟
قـد تفـردت فـي البيـان اقتـدارا
شامـخ الفكـر ، متقنـا ، عفـويـا
آسر البـوح فـي قصيـد ، ونثـر
شائقـا ، رائقـا ، طهـورا ، أبيـا
يتوخـى لـكـل معـنـى بـديـع
رقـة اللفـظ ، والبنـاء العصـيـا
ويزف الجديد ؛ حتى كـأن الأرض
تمشـي عـلـى ثـراهـا الثـريـا
أو كـأن "الخنسـاء" فيـك تناجـي
من سماء الإبداع " ليلى " ، و " ميا "
لا أزكيـك حيـن يأتيـك شعـري
ذاهل الحـرف ، مطرقـا ، وحييـا
يصحـب الحـق واليقيـن احتسابـا
ويسـوق القريـض غِـرا ، عييـا
فاعـذريـه إذا تجـاسـر وزنــا
أو قوافيـه لـم يُـجـدن الـرويـا
وامنحيـه مـن السمـاح ريـاحـا
تنشـر العفـو منـك ظـلا نـديـا
وتغاضـي عـن عجـزه ؛ فخطـاه
مـثـقـلات بخـوفـهـا تـتـأيَّـا
وانثري دعـوة ترشـرش ضـوءا
فتضيء الـدرب الطويـل الدجيـا
أوليـس الدعـاء طــوق نـجـاة
لغريـق يجتـاز موجـا عتـيـا ؟
فارفعـيـه سفـيـنـة تـتـهـادى
صـوب شـط بكـل أمـن تـزيـا
أبعـد الله عنـك كــل انـزعـاج
وحمـى النفـس والفـؤاد الرضيـا
وكسـا عمـرك المبـارك رفـقـا
يتـرامـى : تألـقـا ، ورقـيــا
وتــولاك بالعنـايـة تـرعــى
ماتملـكـت بـكــرة وعـشـيـا
وتولـى عنـي جــزاءك ربــي
جـل ربــي مجـازيـا وولـيـا
ليتنـي ممـن يقـبـل الله منـهـم
إن دعـوه ! لكننـي لسـت شـيَّـا
إنمـا يرتجـى الدعـاء لـدى مـن
أشربـوا الأنفـس السنـاء السنيـا
وغـذوا بالتقـى كيانـا وروحــا
وتـردَّوا عيـش الرضـا مرضيـا
أنت منهـم – تصـورا وسلوكـا –
أفُـق يهـمـي بالـشـذا عبقـريـا
فلتطيبي : نفسا ، وقلبـا ، وروحـا
ولتكـونـي تـفــردا إنـسـيـا
ولتضمـي سكينـة النفـس دربــا
راشـد الخطـو ، آمنـا ، محميـا
زادك الله عـــزة ، وبــهــاء
وشموخـا ، ورفعـة ، ومضـيـا
وحيـاة فـي طـاعـة الله تحـيـا
وتـروم الإيمـان نهـجـا سـويـا
وحبـاك الجنـات وعـدا صدوقـا
" إنـه كــان وعــده مأتـيـا "

الأحد، 20 يوليو 2008

تحية إلى العمال


تحية إلى العمال
أحرف خجلى !!

إلى كل عامل يحركه صدق الرغبة المقرون بإتقان العمل ؛ حرصا على أن يظل نهر الخير جاريا بين الناس!!

********

دهش القريض ، وحـارت الأقـوال
مــاذا أقــدم أيـهـا العـمـال؟
مـاذا أقـدم والحـروف تـأرجـت
بجـواركـم، لكنـهـا تـخـتـال؟
أسـرت بمـا قدمتمـوه ؛ فعطرهـا
بين الورى تهمـي بـه الأعمـال!
من كـد أيديكـم، وعطـر جباهكـم
صـار الخيـال حقائـقـا تنـهـال
وغـدت أمانـيُّ الحيـاة وقائـعـا
تغنـى بهـا الغـدوات والآصــال
فكأنما سـر الحيـاة أبـى سـوى
أن يستـقـر لديـكـم التـرحـال
ما قيمـة الدنيـا إذا لـم نصطحـب
عمـلا بــه تتحـقـق الآمــال؟
هذي المصانع لم تكن فـي أمسنـا
إلا منـى ًبـيـد الخـيـال تُـنـال
أو مُرتـجَـىً لمطـالـبٍ حتمـيـة
سيـان فيهـا نـسـوة ورجــال
بعزائـم العمـال قــام بنـاؤهـا
وسـرت منافـع لـلأنـام تـنـال
والأرض بالعمـل ازدهـت وتألقـت
وعلا الجنى يـوم الحصـاد جـلال
هي منـة الرحمـن يمنـح سرهـا
مـن كـان للإخـلاص فيـه مـآل
مـا عيدكـم يـوم يـمـر كـأنـه
ضيـف ستطـوي خطـوه الأميـال
لكـنـه ذكــرى تــرف تألـقـا
فـي كـل خيـر للـورى ينـثـال
يـا أيهـا العمـال والدنيـا لـكـم
فـي عيدكـم قـد حفهـا الإجـلال
أنتم شراييـن الحيـاة ، ونبضهـا
وضياؤهـا المتـرقـرق الـجـوال
أنتم فراديـس الرجـاء ، وعطـره
وشبـابـه المتـوقـد الـفـعـال
أنتـم علـى مـر الزمـان مباهـج
ومفاخـر تُزْهـى بهـا الأجـيـال
أنا إن شدوت فلن أكون سوى صدى
نغـم تــزف لحـونـه الأفـعـال
خجلى حروفي حين تمدحكم ،وهـل
تكفـي مديحكـمُ هنـا الأقــوال؟
مهما تأنقـت القصائـد فهْـي مـن
أغنيـة يـشـدو بـهـا العـمـال

رسالة جد قصيرة إلى أمي!



كيف أرضى أن يكون ال
عيد يوما فـي السنـه؟
وحـنـان الأم يـنــهـ
ل بـكـل الأزمـنـه؟
ويوافيـنـي سـنـاهـا
فـي جميـع الأمكنـه؟
ليت شعري ! هل تـوفـ
يـك حـروف معلنـه؟
أبذل الروح لكـي يـغـ
مـر أيامـي رضــاكِ
وأسوق العمـر عرفـا
نا بمـا جـادت يـداكِ
ليتنـي أرضيـك إذ تـ
رفـع رأسـي قدمـاكِ
فأرى الجنـة مـن بـيـ
ن نــداء المـئـذنـه
إنما عيـدك كـل العـمـ
ر يـا أمـي الحبيـبـه
وفـؤادي لـن تكونـي
فيـه لـي إلا وجيـبـه
لملمـتـه واحـتـوتـه
نبضة العطف الرطيبـه
وسقتـه مأمـن الــدر
ب وصـارت موطنـه
إن يطل عمـريَ أو أغـ

د بـه شيخـا كبـيـرا
فسأبقـى عنـد أمــي
دائمـا طفـلا صغيـرا
يتلقـانـي رضـاهــا
فـأرى الظلمـة نـورا
وأرى الخـوف أمـانـا
بـعـيـون مـؤمـنـه

رحيل عائد


سأرحل عنك إليـك ، وأمضـي
لألقاك فـي كـل وقـت وأرض
وأحمـل عـهـدك زادا وريــا
ليلحق في السير بعضي ببعضـي
قضيت بحكـم الرحيـل ؛ فهـلا
أبنت : بماذا ، وحتام يقضـي؟؟
وكيـف يُنفّـذ حـكـم كـهـذا
يسد طريقي ، ويحطم روضـي؟
وكيـف الرحيـل بغـيـر وداع
يجدد عزمي لدى كـل خـوض؟
ورب وداع سـرى كالشـعـاع
ورقرق ضوءك من كـل ومـض
سأرحـل ، لكننـي لـن أسيـر
أسير ادكـار لشـوق ممـض !!
ولـن أستعيـد دمـوع الفـراق
فما زلت أغمر منهـا بفيـض !
وما زلت أشربهـا فـي كـؤوس
كم امتلأت من حنيني ونبضـي !
ولكنـنـي سأحـيـل الـدمـوع
شموعا تصاحبني حيـث أمضـي
أشيم بهـا كـل حلـم وضـيء
يـرف شـذاه بآفـاق روضـي
فكم هرب البـدر ، والليـل داج
وكنـت إليـه بسـرِّيَ أفـْضـي
أناجيه ، وهْـو البعيـد القريـب
فيصمي النجاوى بسهـدٍ ممـض
ويصمت ، ثم يغيـم ؛ كـأن لـم
يلحْ في سمائي ، فتنهل أرضي !
سـأرحـل ، لكنـنـي عـائـد
مع الصبح ؛ يعلن عندك رفضي !
وما لي أسميه رفضـا وعنـدي
رجـاء يداعـبـه أن تغـضـي
ويهتـف : أن تنقضـي مبرمـا
فما أظلم الحكم من غير نقض !!

السبت، 19 يوليو 2008

هل من مشتر؟؟

أبيـع الشعـر : بيتـا بالريـال
فمـن يبتـاع إفـلاس الخيـال؟
ونصفا بالجنيـه، ولسـت أدري
أيكمل لي جنيـه نقـص مالـي؟
وبيتا بالفرنك ، ونصـفَ بيـت
إذا رق الفرنـك لسـوء حالـي
وبالـدولار بيتـيـن استفـاقـا
لخضرته ، وما اخضرت رمالـي
وباليـورو مـع البيتيـن بيتـا
يثلـث مـا يثنـيـه اعتـدالـي
وبالديـنـار أربـعـة تغـنـي
لطلعـتـه أناشـيـد الــزوال
ولا أنسـى الدراهـم إذ أراهـا
ولا الليرات إن رُصـت حيالـي
فهل من " بورصة " أمضي إليها
فألقـى فـي مضاربـة منالـي؟
وأخـرجَ حامـلا مـالا أتـانـي
بـلا تعـب تضاعفـه الليالـي؟
ومن أين الطريق إلى ( حراج )*
أروج فيـه شعـري باحتيـال؟
وأشري فيـه أنفاسـي إذا مـا
غدت بالشعـر ترتـاد المعالـي
وتسبح بالقوافـي فـي فضـاء
شجي الطيـر دامـي الانهـلال
فما عاد القريض يسـد جوعـا
ولا ظمـأ لأصـحـاب العـيـال
وكيـف يبـاع بالأشعـار خبـز
إذا انتحت المخابز عن سؤالـي؟
وهـل يعطينـي الخبـاز يومـا
رغيفا أجـره الشعـر الخيالـي؟
أتكفـيـه لأرغـفـة قــواف
مملحة المطالـع فـي ارتجـال؟
مغردة كشـدو الطيـر ، يزجـي
معانيها التعفـف فـي انسـدال
وماذا لو تجهـم حيـن يـدري
بأن السعر شعـر غيـر بالـي؟
أيعذرنـي ويمنحنـي رغيـفـا
من التنـور لـم يخطـر ببالـي
أم التنور سوف يصيـح فيـه :
بأن يـذر القريـض ولا يبالـي
وتصرخ ناره : أن كـف عمـا
يهيج لظاى مـن دون اشتعـال
برغمي أعرض الأشعار عرضـا
عساهـا أن تبـاع بغيـر مـال

من وحي الإباء الحيي


أمامك تنحني خجلا حروفـي
مبلبلة بهـا شتـى الصـروفِ
يلملم خطوَهـا إدبـار عجـزٍ
ويكتم صوتها صمت الكهـوفِ
إذا رامت خطابك هـب فيهـا
سعير الخزي متقـدَ الحفيـفِ
وإن بغتِ اقترابك شـبَّ منهـا
صدى التِّرداد ملتهبَ الوكيـفِ
تكاد تسوخ – إعياء – بـأرض
مزلزلَـة التحـرك والوقـوفِ
وتوشك أن تـزل بكـل درب
يلف مـداه ملتـاث السـدوفِ
فدعْها ترتجـي هربـا دعـاهُ
شفا جرف بلفح النـار مـوفِ
وتهوي نحو جُبٍّ ليس يُـدرَى
له قاع مـن الطـرق العنيـفِ
وددت لو احتواها ألـف جُـبٍّ
عميق الغور ، منهار الدلـوفِ
وأرداهـا هـوان ذُقْـت فيـه
عذاباتي مع القلـب الأسيـفِ
فصمتك – واعتزاز النفس فيه
جميل الود – إكرام العطـوفِ
وإحسان عليـه النبـل يلقـي
وقارَ المحتدِ الزاكي الشريف ِ
فهل عجبٌ إذا الصمت احتواني
كأني سالك الدرب المخـوفِ؟
وألجأني السكوت إلى احتراق
تحامى ناره قيـظ المصيـفِ؟
تقازم ما تعملق فـي ادعائـي
بأني صاحب الحس الرهيـفِ
وأني إذ دعوت الشعـر لبـى
قبيل تخيري بعض الحـروفِ
فما أنا غير زعم ٍ عـاد وهمـا
أمام حيائك الراقـي العفيـفِ
وطيـف مـن سـراب بدَّدَتْـه
رياح إبائـك الحـر المُنيـفِ
كأني – والهموم لـدي كُثْـرٌ-
طريد حاصرته يـد الحتـوفِ
وبعثـره الفـرار بغيـر درب
ومجته البحـار بغيـر سِيـفِ
وحار به الضياع فصـار إلفـا
لتكـرار التـردد بـالألـوفِ
فهل يرضيك عذر صار ذنبـا
تجسده الحروف بـلا طيـوفِ
وتزجيه علـى فـرَقٍ ممـضٍّ
يقض مضاجع الروح اللهيـفِ
بهيَّ النفس والخلق ، انتهى بي
بيان العـذر للعفـو الشفيـفِ
فجد متكرمـا ، وأقـل عثـارا
مقيـم لا يزحزحـه عزوفـي
سأحيا العمر معترفـا بفضـل
أبي النفس ، كالعطر المَـدوفِ
ولن أفيَ الديـون ولـو تغنـى
قصيدي فيـك بالـود الحليـفِ

عطر و نور


إلى الفضاء الرحيب الحالم انطلقي
أغـرودةً عذبـةَ الأنغـام والأَلَـقِ
وموِّجي من سناك الطهرَ مزدهيـا
بفرحةٍ لك تهديهـا خطـى الأُفُـقِ
فأنت شمس لكون ليـس يدركهـا
مَن عصَّبَتْ عينَه الأوهامُ بالغسَـقِ
وربما زاغ عن لقيـاك ذو بصـرٍ
إذا تمـازج فيـه الأيـنُ بالرَّنَـقِ
يانسمة ً في ربى الأسحار خافقَـةً
يفوح مما حوتـهُ أطيـب العَبَـقِ
جلـوتِ ظلمـة َ ليـلٍ مـدَّهُ أًرًقٌ
ماأطول الليلَ إذ يلتـفُّ بـالأرَقِ!!
وانهل ضوؤك مثل الصبح مبتسما
كأنه مع نـور البـدر فـي سبَـقِ
أذاك عرسٌ سرت صحوَى بضجَّتِهِ
كواكبٌ ترتجـي لقيـاك كالفَلَـقِ؟
أم أنه سحـرك المكنـون يسكبـه
تألُّقُ الروح قد بانتْ عن النَّـزَقِ؟
لا تتركي الليل تغشَى الأفْقَ ظلمَتُـه
كأنما لم يعد للنجـم مـن رَمَـقِ!!
ورقرقي في الدجى ضوءا يصافحه
تلهُّفٌ عـارمٌ يرنـو بـلا حَـدَقِ
ورشرشي من أزاهير الضياء شذىً
فالعطر والنور حقا خيـرُ مرتَفَـقِ
ما أروع الليل َوالأضـواءُ تغمـره
كأن ضوء النهار انثالَ في الطـرقِ
------------------

جاء القصيد جميل الوزن مؤتلقـا
فيه المعاني كمثل الروض ذي الأنق
رقت فصورت الأنسـام حاملـة
سحر الجمال ينير الكون في الغسق
حرف بديع تراءى طيب محتـده
يشي بفكر أديب وافـر الغـدق
يا نسمة ً في ربى الأسحار خافقَةً = يفوح مما حوتـهُ أطيـب العَبَـقِ
رأيت الوزن يحتاج إلى توليد حرف مد بعد الهاء (حوته) فهلا شحذت القريحة للخروج من هذا..!ماذكره أستاذنا القيصر جاء في نفس الكلمة في موضعين.. وإن شئت عدلتها لك في النص الأصلي..تحية وتجلة
شجرة الطيب..
-------------
من أغصن الطيب رف الشعر في ألق
مرقرقا روعة الإبداع في الأفق
كأنه الشمس من إشراق بسمتها
تألق الضوء يسري دونما غسق
جادت به ذات فضل سابق ، فأتت
منها القوافي سخاء راقي الغدق
ورقرقته اقتدارا واثقا ، فسمت
به على روعة الإبداع والأنق
حياك ربي يامن لا يسامتها
في مدهش الشعر فرد أو أولو نسق
الكريمة القديرة شجرة الطيب
تنم أبياتك التي تفضلت بها عن شاعرة متمكنة ، وأديبة حاذقة ، ويؤازر ذلك وما يدور في فلكه همستك الراقية الواعية .
ليس لي ما شئت ، بل هو تواضعكم الراقي في هذا الموقع المبارك ، وقد اعترفت بالخطأ في ردي على الكريم أخي القيصر ، وأكرره هنا ؛ راجيا منك تكرما بتصويبه ، مزجيا إليك شكرا بلا حدود .
أما فيما يتعلق بتوليد حرف في البيت الذي تفضلت بالإشارة إليه ، والاستشهاد به :يا نسمة ً في ربى الأسحار خافقَةً يفوح مما حوتـهُ أطيـب العَبَـقِ
فربما يكون الإلقاء معوانا على هذا التوليد أو مقتضيا إشباع الهاء .فقد وضعت في حسباني أن الشعر يقرأ ويلقى ، ولعلي أكون مخطئا .على أية حال أنتظر كريم ردك حول هذه الجزئية ، ولئن كان الأمر مقتضيا تعديلا في البيت ؛ إنه ليسعدني ما تتفضلين به .شكر الله لك وأثابك على رقيك المهذب ، وتواضعك السامي .
ولك إكباري وعرفاني.
د.حسان

أينال منك الهزء يا خير الورى؟؟



هـزءا بأحمـد حرضـوا الأقلامـا
أهمـو بذلـك حـرروا الأفهامـا؟
أ م أنهـم كبـرا وغطرسـة علـوا
في غيهم ، حتـى غـدوا أقزامـا؟
سخروا من النـور البهـي محمـد
متكبريـن ، وحقـروا الإسـلامـا!
وتطاولـوا ، لكنـهـم ماطـاولـوا
قمم الرجـال ، ولا ارتقـوا أقدامـا
يامـن بمزعـوم الرقـي تشدقـوا
جهلا ، ومـا بلـغ الرقـي فطامـا
أتسـيء للشمـس المضيئـة لفتـة
ملأت عيـون الجاحديـن رغامـا؟
مافي الإساءة للرسول سوى صـدى
لتخـرص دوى ؛فـعـاد ركـامـا
وسفاهـة الآراء حـيـن يجيبـهـا
صـوت الحقيقـة تغتـدي أوهامـا
فدعـوا حضارتكـم تقـيء بـذاءة
وصفاقـة تستمـريء الإجـرامـا
وتشبثوابغـروركـم إن شئـتـمـو
سيذيقكـم زحـف الهـدى إرغامـا
لو تنطـق الأبقـار يومـا عندكـم
لرأيتمـو مـن نطقـهـا إفحـامـا
لكنـهـا عـجـم وإن خـوارهـا
يصمي الغرور ؛ مزمجـرا هدامـا
لـن يبلـغ استهزاؤكـم مـنـا أذى
إلا أذى يستنـهـض الإسـلامــا
فتبجحـوا ، وتوقحـوا مادمتـمـو
تتبـادلـون النـقـض والإبـرامـا
أو تعجبون - وأنتـم السفهـاء- أن
يهدي الخليقة من رعـى الأغنامـا؟
لكنه يرعـى الأنـام أولـي النهـى
ليـس الرعـيـة عـنـده أنعـامـا
إن كـان سـب محـمـد حـريـة
فلتملـيء دنيـا الأنــام ظـلامـا
ولتنطفي فيهـا الحيـاة إذا سـرت
عيـن الوقاحـة تبصـر الأيـامـا
لكأنمـا انقلبـت موازيـن الحجـا
حتـى يلقنـنـا السـفـاه كـلامـا
ويسـوق كـل مكابـر فيهـم لنـا
نهـج الحـوار ، ويدعيـه قوامـا
وعجائب الأيـام لاتحصـى ؛ فـلا
عجب إذا طفـح الصفيـق سمامـا
وصغت صفاقته ؛ كأن الكـون لـم
يعـرف سـواه مـرشـدا قـوامـا
رحماك ربي ،نحن هنـا ؛ فاسقنـا
بهـداك عـزا يـوقـظ النـوامـا
وأفـض علينـا ياكـريـم معـيـة
نعلـي بهـا فـي العالميـن الهامـا
إنـا جبـنـا ؛ فارتضيـنـا ذلــة
ومهانـة بيـن الــورى تتنـامـى
حتى استباح الغرب أن نحيـا علـى
مايرتضـيـه هـويـة ونـظـامـا
أنحـوك منـه معالـمـا لحياتـنـا
ونظـن أنــا هـكـذا نتسـامـى؟
وهو الذي - متعمـدا ، أو مهمـلا
أو منكرا - عـن حقنـا يتعامـى؟
ماهـان هـذا الديـن ياربـي ولـو
ملـيء الطـريـق أراذلا ولئـامـا
والكون ملكك ؛ لم يقع فيـه سـوى
ماشئـتـه وقـدرتـه إحـكـامـا
إنـا عبيـدك ياقـوي فكـن لـنـا
عونـا علـى المستعذبيـن الذامـا
واجمع بعزتك النفوس على الهـدى
فنـوحـد الأنـفـاس والأقـدامـا
ربـاه مـازال الرجـاء يضمـنـا
فـي أن نعيـد لديننـا الإعظـامـا
ونصوغ من نهـج النبـي وصحبـه
نهـج الحيـاة ؛ معززيـن كرامـا
فـإذا استبـد بكـل وغـد حمـقـه
عفنـا - إبـاء - عقلـه الرمـامـا
غـدت الإسـاءة للنـبـي ودينـنـا
جـرم يزلـزل حولنـا الأجرامـا
ويثيـر بركانـا غضوبـا هــادرا
يذوي الغصون ، ويحرق الأنسامـا
فمحمد : شـرف الحيـاة وجاههـا
وسبيل من رغـب الحيـاة ورامـا
ومحمـد : ألـق الحيـاة ونورهـا
مهماالدجى غشـى الفضـاء وقامـا
ومحمـد : قلـب الحيـاة وعقلهـا
لانرتجـي مـن غيـره الإفهـامـا
ومحمـد :فخـر الحيـاة وذخرهـا
ورواؤهـا المستنـكـف الذمـامـا
ومحمد : طهـر الحيـاة وعطرهـا
مـاكـان سـبـابـا ولا لـوامــا
لكنـه لعـن الألـى ركنـوا إلـى
أهل الضلال ، وأكبـروا الأصنامـا
الله أكــرم كـونــه بمـحـمـد
حين اصطفى للمرسليـن ختامـا!!
ياسيدي ، ماذا عسـى الأقـوال أن
ترقـى إليـك مكانـة ومقـامـا؟؟
إنـا لنعجـز عـن وفائـك غايـة
ويكـاد يحطـم عجزنـا الأقـلامـا
فاعذر حروف من اكتووا بذنوبهـم
وأذاقـهـم تفريطـهـم إيـلامــا
إنـا نحـب محـمـدا ، ونجـلـه
ونـرى الحيـاة بغيـره أسقـامـا
فهو الحبيب ، هو الطبيب ، هو الذي
منـح الحيـاة حياتـهـا وأقـامـا
أنبيـنـا ،وحبيبـنـا ، وطبيـبـنـا
وشفيعنـا إذ نسـمـع الأحكـامـا
يارحمـة تهـب الحيـاة حياتـهـا
وتقـي الأنـام الـشـر والآثـامـا
أينال منك الهـزء ياخيـر الـورى
ونقـول للمستهزئيـن : سـلامـا؟
لا ، والـذي سـواك نـورا هاديـا
وبـراك فيـنـا قــدوة وإمـامـا
سنرد من سخـروا علـى أعقابهـم
ونذيقهـم مـن كـل بـأس جامـا
فلتغضبـوا يامسلـمـون لربـكـم
ولدينـكـم ونبيـكـم ؛ إكـرامــا
لسنا رعاعـا ؛ كـي نعيـش أذلـة
أو نرتضـي لحياتنـا استسـلامـا
نحن الهـداة وإن خبـت أضواؤنـا
حينـا ، وعشنـا غفلـة ومنـامـا
سيظـل نـور الله فينـا ساطـعـا
يئـد الدجـى ، ويبـددا لإظـلامـا
فخذوا طريـق الله إن نـرج العـلا
فبـه الحيـاة تحـقـق الأحـلامـا
سيـان أن تحـوي النجـوم أكفنـا
ونبيـت لـيـلا سـجـدا وقيـامـا
من كـان نصـر الله غايـة نفسـه
فالكـون لان لـه، وطـاب مقامـا
إن تنصروا الرحمن ينصركم ، وإن
تتخاذلـوا تستبـدلـوا أقـوامـا!!

من فرط الحنين!

أحنُّ إلى الدعوة الخاشعه= ترقرقها الهمسة الدامعه
وينثرها في الفضاء ابتهال = ترتله الأحرف الضارعه
يناجي السماء بنبض الرجاء = فتسمو به روحك الوادعه
ألاقي به في دياجي الظلام = طيوف طمأنينةٍ لامعه
وعيناك تكتحلان بنور = من الله للأنفس الطامعه
ومالكِ من شذرات البيان = سوى فِطرة كالسنا ؛ ساطعه
*****
أحن ، ويجتاحني الالتياع = وتحرقني لهفة قابعه
وأشتاق لثمك إذ يحتويني = حنان أمومتك الجامعه
وأحتاج حزمَك ينثال رفقا = يصاحبني في الدنى الواسعه
وحرصَكِ ينهلُّ نصحا وضيئا = يبدد لي الحيرة الضاجعه
وصوتَك يوقظ فيَّ الأمانَ = مع الفجر بالهمة السانعه
*****
يؤرقني – بالفراق – الحنين = وتكوي الحشا حرقة لاذعه
رحلتَ ، وما ناء مثواك عني = ولا أبعدتك الخطى الشاسعه
فما زلتِ في كل صبح نداه = وريحان ضحوته الماتعه
وما زلتِ في كل ليل دعاء = يهدهد أنفاسي الهاجعه
وما زلتُ – أمَّاه – طفلا غريرا = يضم براءته الناصعه
وينثرها بسمات وِضاءً = تغالب أحزانه القاطعه
ويغلبه الحزن بالرغم مما = لديه من الضِّحْكة الشائعه
كأن المشيب وجيب الصِّبا = بقلب طفولتي الضائعه
*****
أأُمِّيَ ، كيف أواري الحنين = وأسكتُ أنَّاتِه اللائعه؟
ودرب الحياة الطويلُ العليلُ = تَناهَبُه الحفرُ الجائعه!!
تعشش فيه بقايا السراب = وتأوي إليه الرؤى المائعه!
وتملؤه كاذباتُ الأماني = بظنٍّ يراه الردى تابِعَه !