الأحد، 20 يوليو 2008

رحيل عائد


سأرحل عنك إليـك ، وأمضـي
لألقاك فـي كـل وقـت وأرض
وأحمـل عـهـدك زادا وريــا
ليلحق في السير بعضي ببعضـي
قضيت بحكـم الرحيـل ؛ فهـلا
أبنت : بماذا ، وحتام يقضـي؟؟
وكيـف يُنفّـذ حـكـم كـهـذا
يسد طريقي ، ويحطم روضـي؟
وكيـف الرحيـل بغـيـر وداع
يجدد عزمي لدى كـل خـوض؟
ورب وداع سـرى كالشـعـاع
ورقرق ضوءك من كـل ومـض
سأرحـل ، لكننـي لـن أسيـر
أسير ادكـار لشـوق ممـض !!
ولـن أستعيـد دمـوع الفـراق
فما زلت أغمر منهـا بفيـض !
وما زلت أشربهـا فـي كـؤوس
كم امتلأت من حنيني ونبضـي !
ولكنـنـي سأحـيـل الـدمـوع
شموعا تصاحبني حيـث أمضـي
أشيم بهـا كـل حلـم وضـيء
يـرف شـذاه بآفـاق روضـي
فكم هرب البـدر ، والليـل داج
وكنـت إليـه بسـرِّيَ أفـْضـي
أناجيه ، وهْـو البعيـد القريـب
فيصمي النجاوى بسهـدٍ ممـض
ويصمت ، ثم يغيـم ؛ كـأن لـم
يلحْ في سمائي ، فتنهل أرضي !
سـأرحـل ، لكنـنـي عـائـد
مع الصبح ؛ يعلن عندك رفضي !
وما لي أسميه رفضـا وعنـدي
رجـاء يداعـبـه أن تغـضـي
ويهتـف : أن تنقضـي مبرمـا
فما أظلم الحكم من غير نقض !!

هناك تعليق واحد:

شيماء علي يقول...

صحيح أن كل ما تكتب يعجبني، أبي..
لكن هذه القصيدة بالذات، أحدثت بي أثرا مختلفاً..
رائع هو قلمك أبتِ..
دمت لي أبا حانيا، و شاعراً متقنا بديعاً..
جزاك الله خيرا.