الثلاثاء، 22 يوليو 2008

إلى ملاك إنسي

منبعـا صــرت للـوفـاء نقـيـا
عاطـر الـود ، طاهـرا قدسـيـا
سامق الأفـق فـي التواضـع فـذ
باهـر النـور ، ضاحيـا ، قمريـا
صاغـك الله مـن ضيـاء مــلاك
فتجـاوزت العـالـم البشـريـا ؟
أم ترقيـت بالتـواضـع ، حـتـى
أصبـح الذكـر أفقـك الأبـديـا ؟
أم تخـذت السمـو معـراج نفـس
فامتلكـت السمـاك : زادا وريـا ؟
قـد تفـردت فـي البيـان اقتـدارا
شامـخ الفكـر ، متقنـا ، عفـويـا
آسر البـوح فـي قصيـد ، ونثـر
شائقـا ، رائقـا ، طهـورا ، أبيـا
يتوخـى لـكـل معـنـى بـديـع
رقـة اللفـظ ، والبنـاء العصـيـا
ويزف الجديد ؛ حتى كـأن الأرض
تمشـي عـلـى ثـراهـا الثـريـا
أو كـأن "الخنسـاء" فيـك تناجـي
من سماء الإبداع " ليلى " ، و " ميا "
لا أزكيـك حيـن يأتيـك شعـري
ذاهل الحـرف ، مطرقـا ، وحييـا
يصحـب الحـق واليقيـن احتسابـا
ويسـوق القريـض غِـرا ، عييـا
فاعـذريـه إذا تجـاسـر وزنــا
أو قوافيـه لـم يُـجـدن الـرويـا
وامنحيـه مـن السمـاح ريـاحـا
تنشـر العفـو منـك ظـلا نـديـا
وتغاضـي عـن عجـزه ؛ فخطـاه
مـثـقـلات بخـوفـهـا تـتـأيَّـا
وانثري دعـوة ترشـرش ضـوءا
فتضيء الـدرب الطويـل الدجيـا
أوليـس الدعـاء طــوق نـجـاة
لغريـق يجتـاز موجـا عتـيـا ؟
فارفعـيـه سفـيـنـة تـتـهـادى
صـوب شـط بكـل أمـن تـزيـا
أبعـد الله عنـك كــل انـزعـاج
وحمـى النفـس والفـؤاد الرضيـا
وكسـا عمـرك المبـارك رفـقـا
يتـرامـى : تألـقـا ، ورقـيــا
وتــولاك بالعنـايـة تـرعــى
ماتملـكـت بـكــرة وعـشـيـا
وتولـى عنـي جــزاءك ربــي
جـل ربــي مجـازيـا وولـيـا
ليتنـي ممـن يقـبـل الله منـهـم
إن دعـوه ! لكننـي لسـت شـيَّـا
إنمـا يرتجـى الدعـاء لـدى مـن
أشربـوا الأنفـس السنـاء السنيـا
وغـذوا بالتقـى كيانـا وروحــا
وتـردَّوا عيـش الرضـا مرضيـا
أنت منهـم – تصـورا وسلوكـا –
أفُـق يهـمـي بالـشـذا عبقـريـا
فلتطيبي : نفسا ، وقلبـا ، وروحـا
ولتكـونـي تـفــردا إنـسـيـا
ولتضمـي سكينـة النفـس دربــا
راشـد الخطـو ، آمنـا ، محميـا
زادك الله عـــزة ، وبــهــاء
وشموخـا ، ورفعـة ، ومضـيـا
وحيـاة فـي طـاعـة الله تحـيـا
وتـروم الإيمـان نهـجـا سـويـا
وحبـاك الجنـات وعـدا صدوقـا
" إنـه كــان وعــده مأتـيـا "

ليست هناك تعليقات: