السبت، 19 يوليو 2008

عطر و نور


إلى الفضاء الرحيب الحالم انطلقي
أغـرودةً عذبـةَ الأنغـام والأَلَـقِ
وموِّجي من سناك الطهرَ مزدهيـا
بفرحةٍ لك تهديهـا خطـى الأُفُـقِ
فأنت شمس لكون ليـس يدركهـا
مَن عصَّبَتْ عينَه الأوهامُ بالغسَـقِ
وربما زاغ عن لقيـاك ذو بصـرٍ
إذا تمـازج فيـه الأيـنُ بالرَّنَـقِ
يانسمة ً في ربى الأسحار خافقَـةً
يفوح مما حوتـهُ أطيـب العَبَـقِ
جلـوتِ ظلمـة َ ليـلٍ مـدَّهُ أًرًقٌ
ماأطول الليلَ إذ يلتـفُّ بـالأرَقِ!!
وانهل ضوؤك مثل الصبح مبتسما
كأنه مع نـور البـدر فـي سبَـقِ
أذاك عرسٌ سرت صحوَى بضجَّتِهِ
كواكبٌ ترتجـي لقيـاك كالفَلَـقِ؟
أم أنه سحـرك المكنـون يسكبـه
تألُّقُ الروح قد بانتْ عن النَّـزَقِ؟
لا تتركي الليل تغشَى الأفْقَ ظلمَتُـه
كأنما لم يعد للنجـم مـن رَمَـقِ!!
ورقرقي في الدجى ضوءا يصافحه
تلهُّفٌ عـارمٌ يرنـو بـلا حَـدَقِ
ورشرشي من أزاهير الضياء شذىً
فالعطر والنور حقا خيـرُ مرتَفَـقِ
ما أروع الليل َوالأضـواءُ تغمـره
كأن ضوء النهار انثالَ في الطـرقِ
------------------

جاء القصيد جميل الوزن مؤتلقـا
فيه المعاني كمثل الروض ذي الأنق
رقت فصورت الأنسـام حاملـة
سحر الجمال ينير الكون في الغسق
حرف بديع تراءى طيب محتـده
يشي بفكر أديب وافـر الغـدق
يا نسمة ً في ربى الأسحار خافقَةً = يفوح مما حوتـهُ أطيـب العَبَـقِ
رأيت الوزن يحتاج إلى توليد حرف مد بعد الهاء (حوته) فهلا شحذت القريحة للخروج من هذا..!ماذكره أستاذنا القيصر جاء في نفس الكلمة في موضعين.. وإن شئت عدلتها لك في النص الأصلي..تحية وتجلة
شجرة الطيب..
-------------
من أغصن الطيب رف الشعر في ألق
مرقرقا روعة الإبداع في الأفق
كأنه الشمس من إشراق بسمتها
تألق الضوء يسري دونما غسق
جادت به ذات فضل سابق ، فأتت
منها القوافي سخاء راقي الغدق
ورقرقته اقتدارا واثقا ، فسمت
به على روعة الإبداع والأنق
حياك ربي يامن لا يسامتها
في مدهش الشعر فرد أو أولو نسق
الكريمة القديرة شجرة الطيب
تنم أبياتك التي تفضلت بها عن شاعرة متمكنة ، وأديبة حاذقة ، ويؤازر ذلك وما يدور في فلكه همستك الراقية الواعية .
ليس لي ما شئت ، بل هو تواضعكم الراقي في هذا الموقع المبارك ، وقد اعترفت بالخطأ في ردي على الكريم أخي القيصر ، وأكرره هنا ؛ راجيا منك تكرما بتصويبه ، مزجيا إليك شكرا بلا حدود .
أما فيما يتعلق بتوليد حرف في البيت الذي تفضلت بالإشارة إليه ، والاستشهاد به :يا نسمة ً في ربى الأسحار خافقَةً يفوح مما حوتـهُ أطيـب العَبَـقِ
فربما يكون الإلقاء معوانا على هذا التوليد أو مقتضيا إشباع الهاء .فقد وضعت في حسباني أن الشعر يقرأ ويلقى ، ولعلي أكون مخطئا .على أية حال أنتظر كريم ردك حول هذه الجزئية ، ولئن كان الأمر مقتضيا تعديلا في البيت ؛ إنه ليسعدني ما تتفضلين به .شكر الله لك وأثابك على رقيك المهذب ، وتواضعك السامي .
ولك إكباري وعرفاني.
د.حسان

ليست هناك تعليقات: