السبت، 19 يوليو 2008

من وحي الإباء الحيي


أمامك تنحني خجلا حروفـي
مبلبلة بهـا شتـى الصـروفِ
يلملم خطوَهـا إدبـار عجـزٍ
ويكتم صوتها صمت الكهـوفِ
إذا رامت خطابك هـب فيهـا
سعير الخزي متقـدَ الحفيـفِ
وإن بغتِ اقترابك شـبَّ منهـا
صدى التِّرداد ملتهبَ الوكيـفِ
تكاد تسوخ – إعياء – بـأرض
مزلزلَـة التحـرك والوقـوفِ
وتوشك أن تـزل بكـل درب
يلف مـداه ملتـاث السـدوفِ
فدعْها ترتجـي هربـا دعـاهُ
شفا جرف بلفح النـار مـوفِ
وتهوي نحو جُبٍّ ليس يُـدرَى
له قاع مـن الطـرق العنيـفِ
وددت لو احتواها ألـف جُـبٍّ
عميق الغور ، منهار الدلـوفِ
وأرداهـا هـوان ذُقْـت فيـه
عذاباتي مع القلـب الأسيـفِ
فصمتك – واعتزاز النفس فيه
جميل الود – إكرام العطـوفِ
وإحسان عليـه النبـل يلقـي
وقارَ المحتدِ الزاكي الشريف ِ
فهل عجبٌ إذا الصمت احتواني
كأني سالك الدرب المخـوفِ؟
وألجأني السكوت إلى احتراق
تحامى ناره قيـظ المصيـفِ؟
تقازم ما تعملق فـي ادعائـي
بأني صاحب الحس الرهيـفِ
وأني إذ دعوت الشعـر لبـى
قبيل تخيري بعض الحـروفِ
فما أنا غير زعم ٍ عـاد وهمـا
أمام حيائك الراقـي العفيـفِ
وطيـف مـن سـراب بدَّدَتْـه
رياح إبائـك الحـر المُنيـفِ
كأني – والهموم لـدي كُثْـرٌ-
طريد حاصرته يـد الحتـوفِ
وبعثـره الفـرار بغيـر درب
ومجته البحـار بغيـر سِيـفِ
وحار به الضياع فصـار إلفـا
لتكـرار التـردد بـالألـوفِ
فهل يرضيك عذر صار ذنبـا
تجسده الحروف بـلا طيـوفِ
وتزجيه علـى فـرَقٍ ممـضٍّ
يقض مضاجع الروح اللهيـفِ
بهيَّ النفس والخلق ، انتهى بي
بيان العـذر للعفـو الشفيـفِ
فجد متكرمـا ، وأقـل عثـارا
مقيـم لا يزحزحـه عزوفـي
سأحيا العمر معترفـا بفضـل
أبي النفس ، كالعطر المَـدوفِ
ولن أفيَ الديـون ولـو تغنـى
قصيدي فيـك بالـود الحليـفِ

ليست هناك تعليقات: