السبت، 12 مايو 2007

يا صاحبي رفقاً


ماعـدت أقـدر أن أكفكـف أدمعـي
أو أطـرد الهـم المقيـم بأضلـعـي
أو أنفـي الأرق المحاصـر لهـفـة
يشقى بها نضـو اغتـراب مفـزع
سكنت طيور الحزن قلبي ؛ فهـي لا
تشدو سوى اللحن الشجـي الموجـع
وثـوت بأحشائـي أنينـا محـرقـا
ولظـى تلهـب بالحنيـن المسـرع
وكأنهـا سقيـت تباريـح الضـنـى
وغذا الغنـاء بهـا انفطـار مفجَّـع
أو أغرقت ألحانَهـا سحـبٌ جـرت
فـي كـل أفـق بالـظـلام ملـفـع
مجروحـة الآهـات عنـد زفيرهـا
وشهيقهـا قبـر يحـن لمصرعـي
يا صاحبي ، رفقا ؛ فلست سوى أسى
ضـاف بمكـذوب الخيـال مبـرقـع
أخفي عن الكون الهموم ، ولوعتـي
تئد الهدوء ، وتستبيـح تضعضعـي
وأروم آفـاق السنـا ، فيصـدنـي
غسق الرؤى ملء الفضاء الموسـع
وتحيط بـي أيـدي الظـلام عنيفـة
فتردنـي بإشـارة مــن إصـبـع
أصغـي لقهقـة الدجـى وكأنـنـي
أرجوحـة فـي كـف طفـل لايعـي
أو ريشة تلهـو بهـا ريـح النـوى
فتبيد ما قـد عشـت وهمـا أدعـي
يا صاحبي ، رفقا ؛ فلسـت بطائـق
ثـورات بركـان يقلقـل مضجعـي
فـي جوفـه نـار تـؤج مشاعـري
وتذيقنـي حمـم الهـلاك المنـقـع
تجتاحني يأسا ؛ فهـل أنـا حاصـد
شوكا يطل اليـاس منـه ويرتعـي؟
يا صاحبي ، أفـلا تهدهـد لوعتـي
وتطل من روض الـوداد الممـرع؟
أوَ لم تكـت حرصـا تدفـق نهـره
ريان مـن نبـع الوفـاء المتـرع ؟
ما ذا عراك ؛ فلذت بالصمـت الـذي
أدمـى بضجتـه رؤاي ومسمـعـي؟
ومضـي يزلـزل بالسكـون تأملـي
وتشتـت الأصـداء فيـك تجمعـي؟
أترى الصداقـة أصبحـت أسطـورة
في عالـم قلـق الـدروب مفـزّع؟
أم أن واقعـنـا المحَـكَّـم لايــرى
للصحبـة البيضـاء حـق تمتـع ؟
أم أن تضليـل المنجـم قـد قضـى
أنْ لا لقاء برغـم قـرب المنبـع ؟
كذب المنجـم لـو يصـادف قولـه
مـا أبرمتـه يـد القضـاء المـودع
يا صاحبي ، أقبل ؛ فمـا زال السنـا
متوهـج الإشـراق ، حـر المطلـع
الله يصحبنـا ؛ فـلا تــك نائـيـا
يوما – إذا عز اللقاء – وكن معي !!

ليست هناك تعليقات: