الثلاثاء، 22 يوليو 2008

على باب غار ثور


أقبـل ؛ فإنـك للأمـان طـريـق
ينهل منـه علـى الأنـام شـروق
ولديـك نصـر لا يـزال لــواؤه
يعلو مـع الأيـام ، وهْـي خُفـوق
يا غار ثـور ، والتذكـر لا يعـي
فحـواه إلا الـحـب والتصـديـق
قد أمـك المختـار حيـن تآمـرت
زُمَـر تولـى نهجـهـا التلفـيـق
وتزعم الشيطان مـا اجتمعـوا لـه
والغدر تحت ضلوعهـم ممشـوق
سلـوه حيـن تجسـدت أحقادهـم
وهْمـا كـأن بـنـاءه الــزاووق
وسروا ؛ كان خطاهم تئـد الدجـى
ويشب من غيـظ القلـوب حريـق
حدجوا الفراش وطوقـوه ؛ كأنهـم
ظفروا ، فها أجداهـم التطويـق ؟
من بينهم خرج الرسـول ؛ تحفـه
عين الرعاية ، مـا دعـاه مـروق
وأقيم من " ياسيـن " سـد خلفهـم
وأمامهـم ، فالكـل ثَـمَّ غـريـق
أعماهـم ذر التـراب فمـا وعـوْا
شيئـا ، ولا أجـداهـم التحـديـق
وإذا علـي مَــن رأوا فعـراهـم
غضب تفور علـى لظـاه عـروق
ومضى بهم بيـن الشعـاب تغيـظ
حامي الزفير ، مزمجر ، مدفـوق
يشوى القلـوبَ تميـزا ، ويشقهـا
بمـرارة لخطـى العنـاد تسـوق
أعمى بصائرهـم ، وأبطـل ظنهـم
"أن المبيت بـه محـال " : مـوق
فرأوا نسيج العنكبـوت أتـت بـه
من قبـل ميـلاد الأميـن شقـوق
وتوهموا بيـض الحمامـة موشكـا
أن يخـرج الأفـراخ منـه فُلـوق
والأمـن تنشـره العنايـة رحمـة
يَردَى بها من عـشَّ فيـه الضيـق
أسـرار حفـظ الله خيـر عـبـاده
لا الحبر يدركهـا ، ولا المنطيـق
يا أيهـا الغـار الطهـور ، تحيـة
يسعـي بهـا قلـب إليـك مشـوق
ويعايـن الذكـرى يهـل ضياؤهـا
فـإذا الحيـاة تـجـدد منـسـوق
هل أبصر الكفار في الغار الهـدى
يحميـه عهـد بالكـريـم وثـيـق
وهل اجتنوا غير الخسار إذ ارتضوا
أن البديـل لكـي يفـوزا الـنـوق
آويت خير الخلق ، فاحفـظ ذكـره
فسنـاه شهـد ، والسنـاء رحيـق
وأعـد إلينـا مـن معيـة ربـنـا
ألقـا بـه معنـى الحيـاة يـروق
من لدغـة الثعبـان مسـت دمعـة
خـد النبـي ، وليـس ثـم شهيـق
وكأنما الثعبـان قـال لـه : "انتبـه
لست الذي تحميـه يـا ، صديـق
إن الـذي يحيـمـه رب حـافـظ
مهما تمـادى فـي الأذاة صفيـق "
لا تحزنَـنْ ؛ إن السكينـة أنزلـت
وجنـود ربـك لا تراهـا المـوق
ياغار ثور ما يقـول الشعـر فـي
ذكرى بها الأفـق الفسيـح يضيـق
وتغيـب عنهـا أمــة أبنـاؤهـا
تعـوي رعـود حولهـم وبـروق
بتنـا نصانـع كـل وغـد مجـرم
ويعيـث فـي أوطاننـا الزنـديـق
ويذيقنـا الطغيـان طعـم هوانـنـا
ويـدوس كـل كرامـة ويـريـق
حتى كأن لسنا الألى ملكـوا الدنـا
بالعـدل يُرجَـى ظلـه المرمـوق
فمتى تعود إلى الصـدارة أمتـى ؟
ومتى علـى نـور الإلـه نفيـق ؟

ليست هناك تعليقات: